مع زيادة حدة موجات الكورونا مازلنا نعيش في أيام العزل المنزلي لتفادي الإصابة بها والتأكد من غسل اليدين باستمرار. وفي هذه الأثناء هنالك الكثير من الأطفال من الصعب عليهم البقاء في المنزل ويرغبون في الخروج للقاء أصدقائهم. فبالنسبة للأطفال فإنهم يمتلكون قدرًا كبيرًا من الطاقة التي يرغبون في بذلها.
الحل لتلك المشكلة هو في تعريف الأطفال على اللياقة البدنية التي يمكن أن يمارسوها وتجعلهم دومًا متفاعلين وفي أمان من الجائحة. فكما يقضي الأطفال الكثير من الوقت في البيت، فإنه يمكنهم كذلك استغلال ذلك الوقت في تحسين لياقتهم البدنية.
اللياقة مهمة للأطفال
الأطفال يحتاجون إلى قضاء طفولة نشيطة وصحية في طفولتهم لينشأ الأطفال نشأة صحيحة. فكما سينمون مهاراتهم وعضلاتهم فإنه كذلك سيكونون أقل عرضة للإصابة بالأمراض. والخبراء ينصحون بممارسة تمارين الأيروبكس على الأقل لمدة ساعة يوميًا للحفاظ على اللياقة. وعلى صعيد آخر فإن الآباء عليهم تأسيس أطفالهم في شتى الأعمار عن طريق ليمارسوا الرياضة التي يستطيعونها وتلائم عمرهم.
اللياقة والسن
كما ذكرنا سابقًا فإن الأطفال يجب تدريبهم بحسب عمرهم على الرياضة المناسبة لهم. وفيما يلي سنذكر أهم الرياضات في كل فترة عمرية يعيشها الطفل لينشأ لائقًا بدنيًا.
سن 3 إلى 5 سنوات
في هذا العمر يميل الأطفال أن يكونوا نشيطين طوال اليوم. وذلك فإن من المفضل ممارستهم لأنشطة دورية لكي يخرجوا تلك الطاقة التي لديهم ويحافظوا على وزن صحي وجسم رشيق. ويمكنك أن تعرفهم على رياضات مثل كرة السلة وكرة القدم. وتذكر أن ذلك العمر هو لجعلهم لائقين بدنيًا وليس عمر المنافسة بين الأطفال على المراكز. ويمكنك كذلك أن تعرفهم على أساسيات السباحة في عمر الخمس سنوات ويتعلموا كيفية التنفس أثناء السباحة والتحكم به.
هنالك ألعاب أخرى قد تعجب الأطفال في ذلك العمر كالبلياردو والتنس إذا أردت أن يمارس أطفالك الرياضة داخل البيت حاليًا وفيما بعد يمكنهم ممارسة كرة السلة وكرة القدم عندما تنقضي الجائحة.
سن 6 إلى 8 سنوات
في هذا السن يمكنك مشاهدة أطفالك يضربون كرة البيسبول ويمررون الكرة لبعضهم البعض. ويمكنك كذلك تعليمهم لركوب الدراجات الهوائية ذات البدالات والمقود . وفي ذلك العمر يمكنك تعريف أطفالك على ألعاب القوى لأنهم سيكونون مستعدين لذلك. وإذا كان أطفالك من النوع الانطوائي فإنهم سيحبون بعض الرياضات الأساسية داخل البيت كالأيروبكس واليوجا.
سن 9 إلى 11 سنة
الأطفال في هذا العمر يميلون إلى التعلم ويقومون بصنع تواصل بين بعضهم عن طريق العيون فيما يدعى بالـ Eye Contact وذلك يجعلهم يمارسون رياضة مثل البيسبول بكفائة. وفي هذا العمر ينمو لدى الأطفال شعور المنافسة ولكن لا تجعل تفكيرهم ينصب فقط على الفور فالخسارة كذلك تعلم الكثير.
إذا كان أطفالك مدربين جيدًا فيمكنك أخذهم للماراثون أو سباقات الجري. وعلى الرغم من أن هذا العمر من الصعب جدًا بقاء الأطفال في المنزل؛ ولكن حافظ على جعلهم يمارسون بعض التدريبات البدنية في المنزل لمدة 30 إلى 60 دقيقة يوميًا.
سن 12 إلى 14 سنة
الأبحاث توضح بأن الأطفال يفقدون الاهتمام بالرياضات الجماعية في ذلك العمر الذي ينتقلون فيه إلى مرحلة المراهقة. في هذا العمر يفضلون بناء العضلات وتقوية جسمهم، وعلى الرغم من ذلك لا تجعل أطفالك يحملوا أثقالًا ذات أوزان كبيرة حتى تتأكد من أنهم قادرين على ذلك. يمكن للأطفال ممارسة تمارين الضغط والبطن لتقوية عضلاتهم فهي تقوي أجسامهم بشكل كبير.
من سن 15 سنة فأكثر
في هذا السن يبدأ الأطفال في حمل الأوزان الثقيلة كما يمكنك أن تعرف أطفالك على الماراثون ليمارسوا رياضة الجري في مجموعات تنافسية أو غير تنافسية.
كيف تحفز أطفالك؟
على الرغم من أن الرياضات البدنية مهمة للأطفال إلا أن العامل النفسي مهم لهم كذلك. الأطفال يشعرون بالملل بعد فترات ويحتاجون إلى التحفيز ليرجع نشاطهم من جديد. من المهم كذلك اختيار رياضات مناسبة لعمر الطفل كما ذكرنا من قبل لينجذب الطفل للقيام بها ويتحمس لها.
الآباء يحتاجون للتأكد بأن أطفالهم لديهم الكثير من الأنشطة المنوعة لينشأ الطفل نشأة سليمة وعلى الرغم من أن النشاطات التي في البيت هي فقط المتاحة حاليًا حتى يرجع الحال الطبيعي إلا أنه لا يجب أبدًا أن تحبس أطفالك وتبقيهم في المنزل طول الوقت. الأطفال يحبون أن يحظوا ببعض المرح. فإذا لم يحظ الطفل بالمرح؛ فإنهم لن يمكنهم المشاركة في أي نشاط فيما بعد فإن الأطفال يميلون للقيام بالأنشطة التي يستمتعون بفعلها.
وتذكر! الأطفال يحتاجون منك الإطراء على مجهوداتهم بصفة دورية ليشبعوا تلك الحاجة لديهم وينشأوا بشكل سليم وصحي وقوي.
الطعام والبروتينات
الحجر الصحي هو وقت مثالي لتوفير طعام صحي ومناسب لأطفالك. وهذه بعض النصائح للأطعمة التي يجب على طفلك تناولها للحفاظ على صحتهم ونشاطهم بشكل جيد.
تنوع الأطعمة هو الأساس الذي يجب أن تبني عليه غذائهم. تجنب تناول نفس الأطعمة مرة بعد مرة طول الوقت وأنت لا تنوع فيها. ويفضل تناول خمس حبات من الفواكه يوميًا كما يجب أن يحتوي طعامك على خمسة ألوان من الطعام مختلفة. أطفالك كذلك يحتاجون لشرب الماء بانتظام بجانب الحليب لأنه مهم جدًا للدورة الدموية ولتوفير الكالسيوم لأجسامهم.
وعلى صعيد آخر تجنب المشروبات الغازية والكثيرة السكر عن طريق شرب العصائر الطبيعية في المقابل. ويجب عليك كذلك أن لا تثقل أطفالك بالطعام أكثر مما يحتاجون إليه، يجب فقط عليك التأكد من أنهم يأكلون القدر الكافي لأجسامهم.
الخلاصة
في النهاية… البقاء بصحة جيدة هو المهم. ويجب على أطفالك أن يكونوا نشيطين ويحظوا بطفولة جيدة كذلك. فهذا سيمكنهم من أن يكونوا أصحاء وينشأوا نشأة صحيحة وأن يحظوا بفترة مراهقة صحية. ويمكنك أن تشجعهم كذلك على أن تتكون لديهم عادات جيدة تستمر معهم طوال عمرهم وتحسن كذلك من صحتهم.